dimanche 31 août 2014

تونس الأولى مغاربياً في إستهلاك الخمور .. دليل كذب الصحافة التونسية



تداولت مواقع انترنات معروفة خبراً يقول بأن تونس ، حسب ترتيب منظمة الصحة العالمية ، تحتل المرتبة الأولى مغاربياً في إستهلاك الكحول . و ببحث صغير على الأنترنات نجد أن الإشاعة حديثاً نشرت في موقعين معروف عنهما نقل الإشاعات يوم 28 أوت ( أرابسك و الشروق ) ثم تم النسخ في مواقع أخرى دون حتى التثبت في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية و هي عملية سهلة و لا تحتاج سوى بضع كليكات على الفأرة و مستوى متوسط في اللغة الفرنسية أو الإنجليزية  . و  بعض المواقع التي تداولت الخبر/ الإشاعة  هي :
- تونس الرقمية


و بالتحول للموقع الرسمي للمنظمة العالمية للصحة ، نتبين أن المنظمة اصدرت تقريراً بعنوان سنة 2014 حول إستهلاك الكحول في العالم و قدمت إحصائيات عن العديد من الدول لكن تونس لم تكن من بين الدول المذكورة في التقرير . بعض الصحفيين الراسبين في تونس إستغلو مناسبة صدور التقرير لبث هذه الإشاعة - مثلما إستغل زملاؤهم صدور كتاب هيلاري كلينتون لبث إشاعة حول إعتراف هيلاري في كتابها بتحالف الإخوان و أمريكا لتأسيس داعش



إحصاءات المنظمة بالنسبة للدول الافريقية  - تونس و المغرب و ليبيا و موريتانيا لم ترد حولهم أي معلومات 




samedi 9 août 2014

تحميل كتاب هيلاري كلينتون الذي انتشرت حوله الإشاعات : خيارات صعبة

Hard Choices - Hillary Clinton.pdf

 

الإشاعة المنسوبة لكتاب هيلاري كلينتون ، كيف انتشرت و من نشرها ؟


إنتشرت في الأيام الأخيرة ، في مواقع الأنترنات و الصفحات على فايسبوك ، خبر مفاده أن هيلاري كلينتون إعترفت في كتابها أنها خططت مع الإخوان المسلمين لتأسيس داعش ، و تم نسب فقرات على لسانها بأنها زارت 112 دولة و بأن الإنقلاب في مصر أفسد مخططها و بأن قوة الجيش المصري جعلتها تتراجع عن تنفيذ مشروعها . و هذه مقتطفات مما نسب للكتاب هيلاري كلينتون :

رغم خطورة هذا الخبر ، إلا أن أي شخص عادي يمتلك ثقافة متوسطة و انترنات في حاسوبه يمكنه ببضع نقرات على الفأرة أن يكتشف حقيقة هذا الخبر إن كان إشاعة أم لا . و رغم ذلك إنتشر الخبر في مواقع الأنترنات الهاوية و المحترفة  ، في الصحافة العربية و في بعض القنوات ، و تنصب بعض المحللين لتحليل هذا الخبر و كشف ابعاده ، دون أن يفكرو في التثبت من صحته . و هذا يحيلنا إلى المستوى المهني المتدني لهذه الصحافة العربية و التونسية .


بسبب العدد الكبير من المواقع التي نشرت هذا الخبر ، يصعب الكشف عن المصدر الأول للإشاعة ، لكن على الأرجح أنها خرجت من مواقع موالية لنظام الأسد ،  ثم إنتقلت إلى فايسبوك و إلى مواقع أخرى عربية و تونسية ، فالعقلية السائدة لدى الكثير من الناس على فايسبوك و التي تعتمد على التصديق الأعمى دون التفكير في مدى صحة الخبر ساهمت في إنتشار الشائعة ، كذلك غباء و جهل بعض الصحفيين العرب و التوانسة و تعمد البعض الآخر منهم نشر الخبر لأهداف سياسية أيديولوجية رغم علمهم بأنها إشاعة .


بجولة بسيطة في المواقع العالمية المحترفة مثل السي آن آن و الواشنطن بوست يتبين لنا أن السيدة هيلاري لم تقل أي كلمة من الكلام الطويل المنسوب لها ، فقد نشرت هذه المواقع ملخصاً عاماً لأهم ما جاء في كتابها حول العديد من المواضيع منها موضوع الربيع العربي و سورية و مصر و العراق


أول موقع  نشر هذا الخبر هو موقع الميادين الممول من النظام السوري لصاحبه التونسي غسان بن جدو  ، و قامت قناة الميادين ببث تقرير متلفز عن تآمر كلينتون مع الإخوان من أجل تأسيس داعش .. و بعد إنتشار الخبر في وسائل إعلام لبنانية اصدرت السفارة تكذيباً رسمياً ، على اثره فسخ موقع الميادين اشاعته من الأنترنات لكن هذا لم يوقف الإنتشار في مواقع أخرى .


أيضاً قامت قناة بحرينية شيعية ببث الإشاعة 


العديد من وسائل الإعلام التونسية من بينها من تمول من المال العام  نقلت هذه الإشاعة على سبيل الذكر لا الحصر : 



و العديد من المثقفين التونسيين صدقو الخبر دون التثبت منه أو محاولة قراءة الكتاب بأنفسهم ، نذكر نذكر منهم رياض الصيداوي الذي نقل الخبر في موقعه ( التقدمية )،  الأستاذ الجامعي ناجي جلول و يقدمه الإعلام كمحلل و خبير في التيارات الإسلامية و في الإرهاب . و هذا إن دل على شيء فهو يدل على مستوى أمثال هذا الأكاديمي ، فهو يفكر كأدمن في صفحة فايسبوك .


الصحافي التونسي زياد الهاني ينشر إشاعة قناة الميادين في صفحته بالفايسبوك ، دون أن يتثبت من الخبر 


بالنسبة للإعلام المرئي التونسي ، نقل الصحفي سفيان بن فرحات ( كان في الجامعة ناشطاً في تيار الوطد - أقصى اليسار - ) الإشاعة حرفياً في برنامجه على قناة تونسنا و أطال في التحليل على اساسها هو و ضيفه ناجي جلول - لائكي متطرف -  .فهي هدية أيديولوجية لأمثال هؤلاء ليحللو على اساسها و يستنتجو كما كل مرة نفس القصص حول تنظيم الإخوان و الربيع العربي  ..


من أهم أسباب إنتشار مثل هذه الإشاعات ، العامل الإيديولوجي و السياسي ( حيث غالباً ما يكون هذا هدف مصدر الإشاعة )  ، غياب المهنية في الصحافة العربية و التونسية و غباء بعض النخب ، الميل للتصديق الأعمى لدى العامة من الناس .... و هكذا أيضاً انتشرت قصص جهاد النكاح

حمل بنفسك كتاب هيلاري كلينتون