تداولت
مواقع انترنات معروفة خبراً يقول بأن تونس ، حسب ترتيب منظمة الصحة
العالمية ، تحتل المرتبة الأولى مغاربياً في إستهلاك الكحول . و ببحث صغير
على الأنترنات نجد أن الإشاعة حديثاً نشرت في موقعين معروف عنهما نقل
الإشاعات يوم 28 أوت ( أرابسك و الشروق ) ثم تم النسخ في مواقع أخرى دون
حتى التثبت في الموقع الرسمي لمنظمة الصحة العالمية و هي عملية سهلة و لا
تحتاج سوى بضع كليكات على الفأرة و مستوى متوسط في اللغة الفرنسية أو
الإنجليزية . و بعض المواقع التي تداولت الخبر/ الإشاعة هي :
إنتشرت
في الأيام الأخيرة ، في مواقع الأنترنات و الصفحات على فايسبوك ، خبر
مفاده أن هيلاري كلينتون إعترفت في كتابها أنها خططت مع الإخوان المسلمين
لتأسيس داعش ، و تم نسب فقرات على لسانها بأنها زارت 112 دولة و بأن
الإنقلاب في مصر أفسد مخططها و بأن قوة الجيش المصري جعلتها تتراجع عن
تنفيذ مشروعها . و هذه مقتطفات مما نسب للكتاب هيلاري كلينتون :
رغم
خطورة هذا الخبر ، إلا أن أي شخص عادي يمتلك ثقافة متوسطة و انترنات في
حاسوبه يمكنه ببضع نقرات على الفأرة أن يكتشف حقيقة هذا الخبر إن كان إشاعة
أم لا . و رغم ذلك إنتشر الخبر في مواقع الأنترنات الهاوية و المحترفة ، في الصحافة العربية و في بعض القنوات ، و تنصب بعض المحللين لتحليل
هذا الخبر و كشف ابعاده ، دون أن يفكرو في التثبت من صحته . و هذا يحيلنا
إلى المستوى المهني المتدني لهذه الصحافة العربية و التونسية .
بسبب
العدد الكبير من المواقع التي نشرت هذا الخبر ، يصعب الكشف عن المصدر
الأول للإشاعة ، لكن على الأرجح أنها خرجت من مواقع موالية لنظام الأسد ،
ثم إنتقلت إلى فايسبوك و إلى مواقع أخرى عربية و تونسية ، فالعقلية السائدة
لدى الكثير من الناس على فايسبوك و التي تعتمد على التصديق الأعمى دون
التفكير في مدى صحة الخبر ساهمت في إنتشار الشائعة ، كذلك غباء و جهل بعض
الصحفيين العرب و التوانسة و تعمد البعض الآخر منهم نشر الخبر لأهداف
سياسية أيديولوجية رغم علمهم بأنها إشاعة .
بجولة
بسيطة في المواقع العالمية المحترفة مثل السي آن آن و الواشنطن بوست يتبين
لنا أن السيدة هيلاري لم تقل أي كلمة من الكلام الطويل المنسوب لها ، فقد
نشرت هذه المواقع ملخصاً عاماً لأهم ما جاء في كتابها حول العديد من
المواضيع منها موضوع الربيع العربي و سورية و مصر و العراق
أول موقع نشر هذا الخبر هو موقع الميادين الممول من النظام السوري
لصاحبه التونسي غسان بن جدو ، و قامت قناة الميادين ببث تقرير متلفز عن
تآمر كلينتون مع الإخوان من أجل تأسيس داعش .. و بعد إنتشار الخبر في وسائل
إعلام لبنانية اصدرت السفارة تكذيباً رسمياً ، على اثره فسخ موقع الميادين
اشاعته من الأنترنات لكن هذا لم يوقف الإنتشار في مواقع أخرى .
أيضاً قامت قناة بحرينية شيعية ببث الإشاعة
العديد من وسائل الإعلام التونسية من بينها من تمول من المال العام نقلت هذه الإشاعة على سبيل الذكر لا الحصر :
و
العديد من المثقفين التونسيين صدقو الخبر دون التثبت منه أو محاولة قراءة
الكتاب بأنفسهم ، نذكر نذكر منهم رياض الصيداوي الذي نقل الخبر في موقعه ( التقدمية )، الأستاذ الجامعي ناجي جلول و يقدمه الإعلام
كمحلل و خبير في التيارات الإسلامية و في الإرهاب . و هذا إن دل على شيء
فهو يدل على مستوى أمثال هذا الأكاديمي ، فهو يفكر كأدمن في صفحة فايسبوك .
الصحافي التونسي زياد الهاني ينشر إشاعة قناة الميادين في صفحته بالفايسبوك ، دون أن يتثبت من الخبر
بالنسبة
للإعلام المرئي التونسي ، نقل الصحفي سفيان بن فرحات ( كان في الجامعة
ناشطاً في تيار الوطد - أقصى اليسار - ) الإشاعة حرفياً في برنامجه على
قناة تونسنا و أطال في التحليل على اساسها هو و ضيفه ناجي جلول - لائكي
متطرف - .فهي هدية أيديولوجية لأمثال هؤلاء ليحللو على اساسها و يستنتجو
كما كل مرة نفس القصص حول تنظيم الإخوان و الربيع العربي ..
من
أهم أسباب إنتشار مثل هذه الإشاعات ، العامل الإيديولوجي و السياسي ( حيث
غالباً ما يكون هذا هدف مصدر الإشاعة ) ، غياب المهنية في الصحافة العربية
و التونسية و غباء بعض النخب ، الميل للتصديق الأعمى لدى العامة من الناس ....
و هكذا أيضاً انتشرت قصص جهاد النكاح